يقول إحسان إلهي ظهير رحمة الله: إن سبب تشيعهم أنهم رأوا أن الدم الذي يجري في عروق علي بن الحسين وفي أولاده دم إيراني من قبل أمه شهر بانو إبنة يزدجرد ملك إيران من سلالة الساسانيين المقدسين عندهم، ففي تشيعهم لآل البيت إحياء لعقيدة المجوس، ووقوفهم مع الحسين بن علي رضي الله عنه نابع من عصبيتهم الفارسية لأولاد شهرباتو الساسانية
يقول الشهرستاني في الملل والنحل: وهم خمس فرق: كيسانية وزيدية وإمامية وغلاة وإسماعيلية.
يقول الشهرستاني في الملل والنحل: وهم خمس فرق كيسانية وزيدية وإمامية وغلاة وإسماعيلية(2)
وقد وصفهم الإسفرايين كلهم بالرافضة في كتابه الفرق بين الفرق وعدتهم عشرون فرقة من فرق الإسلام منها ثلاثة زيدية، وفرقتان في الكيسانية وخمس عشرة فرقة من الإمامية.
فقال: وأما الروافض فإن السيئة منهم أظهروا بدعتهم في زمان علي رضي الله عنه فقال بعضهم لعلي أنت الإله فأحرق علي قوماً منهم ونفي ابن سبأ إلها ساباط المدائن وهذه الفرقة ليست من فرق أمة الإسلام لتسميتهم علياً إلها. وقال ثم افترقت الرافضة بعد زمان علي رضي الله عنه إلى أربعة أصناف: زيدية وإمامية وكيسانية وغلاة. وافترقت الزيدية فرقاً والإمامية فرقاً والغلاة فرقاً؛ كل فرقة منها تكفر سائرها.
وقال: فإما الزيدية من الرافضة فمعظمها ثلاث فرق: الجارودية والسليمانية، وقد يقال الجريرية، والتبرية وهذه الفرق الثلاث يجمعها القول بإمامة علي بن الحسن رضي الله عنه في زمن هشام بن عبد الملك.
- والكيسانية منهم فرق كثيرة يرجع محصلها إلى فرقتين إحداها تزعم أن محمداً بن الحنفية حي لم يمت وهم في انتظاره ويزعمون أنه المهدي المنتظر، والفرقة الثانية منهم يقرون بإمامته في وقته وينقلون الإمامة بعد موته إلى غيره.
__________
(1) انظر إحسان إلهي ظهير، الشيعة والسنة، 49.
(2) الشهرستاني، أبو الفتح محمد عبد الكريم، الملل والنحل، بيروت، دار المعرفة 1/224، 2/1.
ـــــــــــــــــــــــــــــــ
وأما الإمامية: فإنها خمس عشرة فرقة وهي المحمدية، والباقرية، والناووسية، والشمطية والعمادية والإسماعيلية، والمباركية، والموسوية، والقطعية، والإثنا عشرية، والهشامية، الزرارية، واليونسية، والشيطانية، والكاملية.
- وأما الغلاة: منهم البيانية، والمغيرية والجناحية، والمنصورية، والخطابية، والحلولية وقال عن الغلاة فما هم من فرق الإسلام وإن كانوا منتسبين إليه(1)
وهذه معظم فرقهم التي ذكرها علماء المسلمين الذين كتبوا في الفرق وأصولها وعقائدها ولكن هذه الفرق لم تبق على مسمياتها الأصلية فبعضها تغيرت أسماؤها وبعضها انصهرت تحت مسمى الشيعة، ولما عم الجهل معظم أتباع هذه الفرق أخذت بعضها من أفكار بعض فاختلطت عقائدهم مع بعضها حتى أصبح من الصعب التمييز بينها حتى عند اتباعها واتبع أغلبهم الإمامية على اختلاف فرقها وكلهم يحاولون الابتعاد عن مسمياتهم الأصلية ويحاولون جمع كلمتهم تحت مسمى الشيعة ويتغطون بغطاء حب آل البيت وموالاتهم.
ويجد القارئ في صفحات التاريخ الإسلامي كثيراً من أسماء الدويلات والجماعات يمر عليها القارئ ولا يعلم أنها تعود إلى هذه الفرق وتحمل عقائدها ولكن تحمل أسماءً أخرى غير أسمائها. فأغلب الدويلات التي انفصلت عن الدولة العباسية ينادون بالتشيع لآل البيت. فعلى القارئ المسلم أن ينتبه عندما تمر عليه بعض الأسماء فهي صورة الرافضة وجميعها تحمل عقائدهم وإن لم تنتسب إلى فرقة من فرقها بالإضافة إلى عقائد أخرى جاءتها من الديانة اليهودية والديانات الفارسية. ومنها:
- القرامطة - البويهيون - العبيديون - الصفويون - البهائيون - البابيون - النصيريون - الحشاشون - الإسماعيليون - الباطنيون - والملاحدة - والزنادقة ومنهم في الوقت الحاضر.
- حزب الله في لبنان والعراق
__________
(1) الأسفراييني، عبد القاهر بن طاهر بن محمد (ت 429هـ)، الفرق بين الفرق، القاهرة، دار التراث، 41-43.
ـــــــــــــــــــــــــ
- المجلس الأعلى للثورة الإسلامية في العراق بقيادة عائلة الحكيم.
- وقوات بدر التي تتبع إلى المجلس الأعلى للثورة الإسلامية في العراق.
- وحزب الدعوة في العراق بقيادة إبراهيم الجعفري.
- وجيش المهدي في العراق بقيادة عائلة الصدر.
- والائتلاف العراقي الموحد الذي يضم عشرات الأحزاب الشيعية والعلمانية من الشيعة الذي أيده آية الله السيستاني أكبر علماء الرافضة في النجف.
- ومنهم الدروز في سوريا ولبنان.
- وحركة أمل في لبنان.
- والنصيريون في سوريا الذين بدلوا اسمم إلى العلويين.
- والهازارا متمثلين في حزب الوحدة في أفغانستان.
- وطائفة البهرة الذين انقسموا من الإسماعيلية ويسمون بالطيبية وهم اليوم في اليمين والهند وباكستان(1)
- وجماعة الخالصي في ديالي بالعراق.
- وجماعة جيش المهدي وجماعة الخالص هم الوحيدون الذين لم يؤيدوا الاحتلال الأمريكي للعراق. وهم يؤمنون بالمقاومة السلمية للاحتلال. وقد قاومت جماعة جيش المهدي لعدة أيام في العراق ثم سلمت سلاحها إلى القوات الأمريكية لقاء مبالغ من المال واتجهت إلى المقاومة السلمية. أما جماعة حزب الله في لبنان فهي الوحيدة التي قاومت الاحتلال الإسرائيلي في جنوب لبنان.
أما باقي الجماعات والأحزاب فقد وقفت يداً بيد مع اليهود والنصارى والمحتلين ضد أبناء جلدتها، بالسلاح والقول والعمل كعملاء وجواسيس وقام رؤوسهم وأصحاب العمائم فيهم بتقبيل (برايمر) الحاكم العسكري الأمريكي في العراق أمام شاشات التلفزيون والصحافة ووصف أمريكا وحلفائها أنها جيش تحرير العراق من حكم السنة العلمانيين.
يقول طه الولي في كتابه القراطمة أول حركة اشتراكية في الإسلام:
__________
(1) حسن إبراهيم، تاريخ الإسلام، بيروت، دار إحياء التراث، 4/279، طه الولي، القراطمة ص
ــــــــــــــــــــــــــــ
وجدير بالذكر أن أصحاب نظرية الإمامة كانوا على مدى التاريخ الإسلامي يلتزمون جانب المعارضة للحكومات الإسلامية ويقصرون نشاطهم في السر أو في العلانية وفقاً للظروف المحيطة بهم على مقاومة هذه الحكومات من أجل إسقاطها والحلول محلها ولم يفكروا في أي وقت من الأوقات بمقاومة الحكومات الأجنبية أو ردها عن حياض الوطن الذي كان يتعرض لعدوان هذه الحكومات بين الحين والآخر. وتحت تأثير هاجس الوصول إلى السلطة والحكم باسم آل البيت، تسبب أصحاب هذه النظرية بانقسام العالم الإسلامي بينهم وبين أهل السنة والجماعة الذين لا يرون رأيهم مما أتاح للغرب الصليبي والشرق المغولي الوثوب على الإسلام في عقر داره واحتلال أجزاء كبيرة من أقطار المسلمين أكثر من مرة على مر العصور(1)
لهذا تم تلخيص تاريخ أصحاب نظرية الإمامة وموقفهم من الإسلام وديار المسلمين عند مداهمتها من قبل أعدائها.
__________
(1) --- الولي، القرامطة أول حركة اشتراكية في الإسلام، بيروت، دار العلم للملايين 130.
ـــــــــــــــــــــــــــ
ونحن نضيف على هذا الكلام ونقول أنهم لم يلتزموا حتى جانب الحياد بين المسلمين والكفار قبل دخول الكفار إليها وبعد دخولهم بل قاموا بمكاتبة الكفار وترغيبهم بدخول ديار المسلمين والاستيلاء عليها وكتبوا لهم بأخبار المسلمين وكانوا عيوناً للكفار على المسلمين فتحوا لهم أبواب الحصون وكانوا لهم بمثابة الحمير يركبونهم فيدلونهم على الطريق ويعيثون في بلاد الإسلام فساداً بمساعدتهم ثم يقومون بعد دخولهم بوضع أيديهم بأيدي الكفار لقتل المسلمين في ديارهم لا يفرقون في ذلك بين صغير أو كبير أو شيخ أو امرأة وأول ما يقومون به قتل العلماء والدعاة إلى الله من أهل السنة واغتصاب أموالهم والاستيلاء على مساجدهم وجعلها مراكز لتدريس خرافاتهم وبدعهم وحرق المكتبات التي تحتوي على العلم الشرعي من أجل القضاء على كل أثر من آثار القرون الأولى التي شهد لها سيدنا رسول الله ((صلعم)) لخيريه. ثم بعد استقرار الأمور للكفار في بلاد المسلمين يقومون بالعمل خدماً في معسكراتهم ولا يقتصر ذلك على الرجال بل يتعداه إلى نسائهم اللاتي تعمل الكثيرات منهن خادمات عندهم. ثم يكونون عيوناً لهم على المسلمين الذين يقومون بدفعهم لمحاولة إخراجهم من بلاد المسلمين، فمنهم من يعاونهم سراً ومنهم من يعاونهم علناً، كل حسب طاقته والظروف المحيطة به. وكلما طال عليهم الأمد ازدادت معاونتهم للكفار ومذلاتهم للمسلمين فقد وصلت معاونتهم لهم أوجها عند سقوط بغداد الثاني على أيد الأمريكان.
وإليك بعض ما وقعت عليه أيدينا من الشواهد التاريخية على ذلك. وهذا هو الموضوع التالى ان شاء الله