نصائح لاصلاح البيت المسلم
اولا........... ماهو الدافع لاصلاح البيت
أولا
: وقاية النفس والأهل نار جهنم ، والسلامة من عذاب الحريق : { يا أيها
الذين آمنوا قوا أنفسكم وأهليكم نارا وقودها الناس والحجارة عليها ملائكة
غلاظ شداد لا يعصون الله ما أمرهم ويفعلون ما يؤمرون} سورة التحريم ،
الآية : 6
ثانيا : عظم المسئولية الملقاة على راعي البيت أمام الله يوم الحساب :
قال صلى الله عليه وسلم : " إن الله تعالى سائل كل راع عما استرعاه أحفظ ذلك أم ضيعه ، حتى يسأل الرجل عن أهل بيته " .
ثالثا : أنه المكان لحفظ النفس ،والسلامة من الشرور وكفها عن الناس ،وهو الملجأ الشرعي عند الفتنة :
قال صلى الله عليه وسلم : " طوبى لمن ملك لسانه ووسعه بيته وبكى على خطيئته " .
وقال
صلى الله عليه وسلم : " خمس من فعل واحد منهن كان على الله ، من عاد مريضا
، أو خرج غازيا ، أو دخل على إمامه يريد تعزيره وتوقيره ، أو قعد في بيته
فسلم الناس منه وسلم من الناس " .
وقال صلى الله عليه و سلم : " سلامة الرجل من الفتنة أن يلزم بيته " .
ويستطيع
المسلم أن يلمس فائدة هذا الأمر في حال الغربة عندما لا يستطيع لكثير من
المنكرات تغييرا ، فيكون لديه ملجأ إذا دخل فيه يحمي نفسه من العمل المحرم
والنظر المحرم ، ويحمي أهله من التبرج والسفور ، ويحمي أولاده من قرناء
السوء .
رابعا : أن الناس يقضون أكثر أوقاتهم في الغالب داخل بيوتهم ،
وخصوصا في الحر الشديد والبرد الشديد والأمطار وأول النهار وآخرة ، وعند
الفراغ من العمل والدراسة ، ولا بد من صرف الأوقات في الطاعات ، و إلا
ستضيع في المحرمات .
خامسا : وهو أهمها ، أن الاهتمام بالبيت هو
الوسيلة الكبيرة لبناء المجتمع المسلم ، فإن المجتمع يتكون من بيوت هي
لبناته ، والبيوت أحياء ، والأحياء مجتمع ، فلو صلحت اللبنة لكان مجتمعا
قويا بأحكام الله ، صامدا في وجه أعداء الله ، يشع الخير ولا ينفذ إليه شر
.
فيخرج من البيت المسلم إلى المجتمع أركان الإصلاح فيه ؛ من الداعية
القدوة ، وطالب العلم، والمجاهد الصادق ، والزوجة الصالحة ، والأم المربية
، وبقية المصلحين .
فإذا كان الموضوع بهذه الأهمية ، وبيوتنا فيها منكرات كثيرة ، وتقصير كبير ، وإهمال وتفريط ؛ فهنا يأتي السؤال الكبير :
ما هي وسائل إصلاح البيوت ؟.
ثانيا .. وسائل اصلاح البيوت
نصيحة "1" : حسن اختيار الزوجة
{ وأنكحوا الأيامى منكم والصالحين من عبادكم وإمائكم إن يكونوا فقراء يغنهم الله من فضله والله واسع عليم } سورة النور الآية 32
ينبغي على صاحب البيت انتقاء الزوجة الصالحة بالشروط التالية :
1. " تنكح المرأة لأربع : لمالها ، ولحسبها ، ولجملها ، ولدينها ، فاظفر بذات الدين تربت يداك " متفق عليه .
2. "الدنيا كلها متاع ، وخير متاع الدنيا المرأة الصالحة " رواه مسلم 1468
3.
" ليتخذ أحدكم قلبا شاكرا ، ولسانا ذاكرا ، وزوجة مؤمنة تعينه على أمر
الآخرة " رواه أحمد " 5/282" والترمذي وابن ماجه عن ثوبان صحيح الجامع 5231
4. وفي رواية " وزوجة صالحة تعينك على أمر دنياك ودينك خير ما اكتنز الناس " رواه البيهقي صحيح الجامع 4285
5. " تزوجوا الودود الولود إني مكاثر بكم الأنبياء يوم القيامة "رواه أحمد و هو صحيح الإرواء 6/ 195
"
عليكم بالأبكار فإنهن أنتق رحما ، وأعذب أفواها ، وأرضى باليسير " . وفي
رواية " وأقل خبا " أي : خداعا رواه ابن ماجة السلسلة الصحيحة 623
وكما
أن المرأة الصالحة واحدة من أربع من السعادة ، فالمرأة السوء واحدة من
أربع من الشقاء ، كما جاء في الحديث الصحيح و فيه قوله : " فمن السعادة :
المرأة الصالحة تراها فتعجبك ، وتغيب عنها فتأمنها على نفسها ومالك ، ومن
السقاء : المرأة التي تراها فتسوؤك ،وتحمل لسانها عليك ، وإن غبت عنها لم
تأمنها على نفسها و مالك "رواه ابن حبان وهو في السلسلة الصحيحة 282
وفي المقابل لابد من التبصر في حال الخاطب الذي يتقدم للمرأة المسلمة ، والموافقة عليه حسب الشروط التالية :
" إذا أتاكم من ترضون دينه وخلقه فزوجوه ، إلا تفعلوا تكن فتنة في الأرض وفساد عريض".
ولابد في كل ما سبق من حسن السؤال وتدقيق البحث وجمع المعلومات والتوثق من المصادر والأخبار حتى لا يفسد البيت أو ينهدم .
والرجل الصالح مع المرأة الصالحة يبنيان بيتا صالحا لأن البلد الطيب يخرج نباته بإذن ربه ، والذي خبث لا يخرج إلا نكدا .
نصيحة " 2 " السعي في إصلاح الزوجة …
إذا
كانت الزوجة صالحة فبها ونعمت وهذا من فضل الله ، وإن لم تكن بذاك الصلاح
، فإن من واجبات رب البيت السعي في إصلاحها . وقد يحدث هذا في حالات منها :
أن
يتزوج الرجل امرأة غير متدينة أصلا ؛ لكونه لم يكن مهتما بموضوع التدين هو
نفسه في مبدأ أمره ، أو أنه تزوجها على أمل أن يصلحها ، أو تحت ضغط
أقربائه مثلا ، فهنا لابد من التشمير في عملية الإصلاح .
ولابد أن يعلم
الرجل أولا أن الهداية من الله ، والله هو الذي يصلح ، ومن منه على عبده
زكريا قوله فيه : { وأصلحنا له زوجه } سورة الأنبياء ، الآية 90
سواء
كان إصلاحا بدنيا أو دينيا ، قال ابن عباس : كانت عاقرا لا تلد فولدت ،
وقال عطاء : كان في لسانها طول فأصلحها الله ولاستصلاح الزوجة وسائل منها :
1. الاعتناء بتصحيح عبادتها لله بأنواعها على ما سيأتي تفصيله .
1. السعي لرفع إيمانها في مثل :
2. حضها على قيام الليل .
3. وتلاوة الكتاب العزيز .
. وحفظ الأذكار والتذكير بأوقاتها ومناسباتها .
5. وحثها على الصدقة .
6. قراءة الكتب الإسلامية النافعة .
7. سماع الأشرطة الإسلامية المفيدة ؛ العلمية منها والإيمانية ومتابعة إمدادها بها .
8. اختيار صاحبات لها من أهل الدين تعقد معهن أواصر الاخوة ، وتتبادل معهن الأحاديث الطيبة والزيارات الهادفة .
9. درء الشر عنها وسد منافذه عليها ، بإبعادها عن قرينات السوء وأماكن السوء .
الإيمانيات في البيت
نصيحة " 3 " : اجعل البيت مكانا لذكر الله
قال صلى الله عليه وسلم : " مثل البيت الذي يذكر الله فيه ، والبيت الذي لا يذكر الله فيه مثل الحي والميت " .
فلابد
من جعل البيت مكانا للذكر بأنواعه ؛ سواء ذكر القلب ، وذكر اللسان ، أو
الصلوات وقراءة القرآن ، أو مذاكرة العلم الشرعي وقراءة كتبه المتنوعة .
وكم
من بيوت المسلمين اليوم هي ميتة بعدم ذكر الله فيها ،كما جاء في الحديث
،بل ما هو حالها إذا كان ما يذكر فيها هو ألحان الشيطان من المزامير
والغناء ، والغيبة والبهتان والنميمة ؟! ...
وكيف حالها وهي مليئة بالمعاصي والمنكرات ، كالاختلاط المحرم والتبرج بين الأقارب من غير المحارم ، أو الجيران الذين يدخلون البيت ؟!
كيف تدخل الملائكة بيتا هذا حاله ؟! فأحيوا بيوتكم رحمكم الله بأنواع الذكر .
نصيحة " 4 " : اجعلوا بيوتكم قبلة
والمقصود اتخاذ البيت مكانا للعبادة .
قال
الله - عز وجل - : { وأوحينا إلى موسى وأخيه أن تبوءا لقومكما بمصر بيوتا
واجعلوا بيوتكم قبلة وأقيموا الصلاة وبشر المؤمنين } سورة يونس الآية 87
قال ابن عباس : أمروا أن يتخذوها مساجد .
قال
ابن كثير : " وكان هذا - والله أعلم - لما اشتد بهم البلاء من قبل فرعون
وقومه ، وضيقوا عليهم ، أمروا بكثرة الصلاة كما قال الله تعالى :{ يا أيها
الذين آمنوا استعينوا بالصبر والصلاة } سورة البقرة الآية 153 . وفي
الحديث:"كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا حزبه أمر صلى "
وهذا
يبين أهمية العبادة في البيوت وخصوصا في أوقات الاستضعاف ، وكذلك ما يحصل
في بعض الأوضاع عندما لا يستطيع المسلمون إظهار صلاتهم أمام الكفار .
ونتذكر في هذا المقام أيضا محراب مريم وهو مكان عبادتها الذي قال الله فيه
:{ كلما دخل عليها زكريا المحراب وجد عندها رزقا } سورة آل عمران الآية 37
وكان
الصحابة - رضي الله عنهم - يحرصون على الصلاة في البيوت - في غير الفريضة
- وهذه قصة معبرة في ذلك : عن محمود بن الربيع الأنصاري ، أن عتبان بن
مالك - وهو من أصحاب الرسول صلى الله عليه و سلم ، وهو ممن شهدوا بدرا من
الأنصار- أنه أتى رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فقال : يا رسول الله !
قد أنكرت بصري وأنا اصلي لقومي ، فإذا كانت الأمطار سال الوادي الذي بيني
وبينهم لم أستطع أن آتي مسجدهم فأصلي بهم ، وددت يا رسول الله أنك تأتيني
فتصلي في بيتي فأتخذه مصلى ، قال : فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : "
سأفعل - إن شاء الله - " . قال عتبان :فغدا رسول الله صلى الله عليه وسلم
،وأبو بكر حين ارتفع النهار فاستأذن رسول الله صلى الله عليه وسلم ،فأذنت
له ،فلم يجلس حتى دخل البيت ، ثم قال : " أين تحب أن أصلي في بيتك ؟ " قال
: فأشرت له إلى ناحية من البيت ، فقام رسول الله صلى الله عليه و سلم فكبر
، فقمنا فصففنا فصلى ركعتين ثم سلم . رواه البخاري الفتح 1/519
نصيحة " 5 " : التربية الإيمانية لأهل البيت
عن
عائشة - رضي الله عنها - قالت : " كان رسول الله صلى الله عليه وسلم ،
يصلي من الليل فإذا أوتر قال قومي فأوتري يا عائشة " . رواه مسلم ، مسلم
بشرح النووي 6/23
وقال صلى الله عليه وسلم : " رحم الله رجلا قام من
الليل فصلى فأيقظ امرأته فصلت ، فإن أبت نضح في وجهها الماء " . رواه أحمد
وأبو داود ، صحيح الجامع 3488
وترغيب النساء في البيت بالصدقة مما يزيد
الإيمان ، وهو أمر عظيم حث عليه النبي صلى الله عليه وسلم،بقوله: "يا معشر
النساء تصدقن فإني رأيتكن أكثر أهل النار".رواه البخاري،الفتح 1/405
ومن
الأفكار المبتكرة وضع صندوق للتبرعات في البيت للفقراء والمساكين ، فيكون
كل ما دخل فيه ملكا للمحتاجين ؛ لأنه وعاؤهم في بيت المسلم . وإذا رأى أهل
البيت قدوة بينهم يصوم أيام البيض ، والاثنين والخميس ، وتاسوعاء ،
وعاشوراء ، وعرفة ، وكثيرا من المحرم وشعبان ، فسيكون دافعا لهم على
الاقتداء به .
............. قريبا النصيحه السادسة.....